عرب وعالم

نيويورك تايمز: صعود اليمين المتطرف تهديد للديمقراطية الأوروبية

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - الاثنين 6 مايو 2024 09:03 صباحاً - تشكل الأحزاب المناهضة للهجرة، ذات الجذور الفاشية، التيار الرئيس الآن في السياسة الأوروبية، بعد أن كانت مهمشة ذات يوم، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن التزام القارة بالديمقراطية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن القائد الشاب رئيس حزب التجمع الوطني وزعيم القائمة الانتخابية، جوردان بارديلا، يجسد هذا التحوّل، وباعتباره ربيب رئيسة الحزب اليميني المتطرف في الجمعية الوطنية مارين لوبان، فهو يمثل التطبيع لحزب كان يعد ذات يوم تهديدًا شبه فاشي.

وأضافت الصحيفة أن صعود اليمين المتطرف لا يقتصر على فرنسا، بل في جميع أنحاء أوروبا؛ إذ تكتسب الأحزاب ذات الأجندات المناهضة للمهاجرين المزيد من الأرض، حتى أنها تدخل الحكومات، لافتة إلى أنه من الأمثلة على هذا الاتجاه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والديمقراطيون في السويد.

رئيسة حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف في الجمعية الوطنية مارين لوبان، وزعيم القائمة الانتخابية جوردان بارديلا، خلال إطلاق حملة الحزب للانتخابات الأوروبية المقبلةأ ف ب

تحوّل نحو الأيديولوجيات اليمينية

وفي هولندا، فاز حزب خيرت فيلدرز من أجل الحرية بالانتخابات الوطنية؛ ما يشير إلى تحوّل في السياسة السائدة نحو الأيديولوجيات اليمينية، وفق الصحيفة.

وقالت إن التجمع الوطني في فرنسا، الذي يتزعمه بارديلا، يقود حملة انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة، لافتة إلى استطلاعات الرأي التي تشير إلى دعم كبير لأحزاب اليمين المتطرف؛ ما يثير المخاوف بشأن الاتجاه المستقبلي للسياسة الأوروبية، إذ تشمل العواقب المحتملة سياسات هجرة أكثر صرامة، ومقاومة الإصلاحات البيئية، وتوثيق العلاقات مع قادة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أخبار ذات صلة

فرنسا.. ملف الهجرة يؤجج الخلافات بين الحزب الحاكم و اليمين المتطرف

وأكدت الصحيفة أن تطبيع أيديولوجيات اليمين المتطرف يشكل تهديدًا للقيم الديمقراطية في فرنسا، مشيرة إلى أن الأحزاب التي كانت تعتبر متطرفة ذات يوم، تكتسب الآن القبول والشرعية، وهذا التحوّل في المشاعر العامة يعكس إحباطات مجتمعية أوسع، ويتحدى الروايات السياسية التقليدية.

وأشارت إلى أن عودة الحركات اليمينية المتطرفة تثير أيضًا تساؤلات بشأن مستقبل الديمقراطية الأوروبية، لافتة إلى أنه في حين ينظر البعض إلى هذه الأحزاب على أنها مجرد أحفاد الأنظمة الاستبدادية الماضية، فإن خطابها وسياساتها يشكلان تهديدات حقيقية لنظام ما بعد الحرب.

ويبدو أن دروس التاريخ تتلاشى مع احتضان الأجيال الجديدة للحركات القومية التي تغذيها كراهية الأجانب والشوفينية، وفق الصحيفة.

وقالت إن التنوع داخل اليمين المتطرف في أوروبا يزيد الوضع تعقيدًا؛ ففي حين أن بعض الأحزاب، مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، تتبنى التطرف، فإن أحزابًا أخرى، مثل حزب التجمع الوطني، تتبنى لهجة أكثر اعتدالًا، بينما لا تزال تروج أخرى للمشاعر المناهضة للمهاجرين، وأن هذا التنوع يجعل من الصعب معالجة القضايا الأساسية التي تؤدي إلى صعود اليمين المتطرف.

متظاهرون يشاركون في مسيرة سابقة ضد مشروع قانون الهجرة الفرنسي

متظاهرون يشاركون في مسيرة سابقة ضد مشروع قانون الهجرة الفرنسي أ ف ب

قضية الهجرة الجماعية

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه في قلب جاذبية اليمين المتطرف تكمن قضية الهجرة الجماعية، إذ أدت شيخوخة السكان والضغوط الاقتصادية إلى تأجيج الاستياء تجاه المهاجرين، وبينما تكافح الأحزاب الرئيسية لتقديم الحلول، يستغل اليمين الاستياء تجاه المهاجرين لكسب الدعم؛ ما أدى إلى دعوات لسياسات هجرة أكثر صرامة.

وأكدت الصحيفة أنه رغم الجهود المبذولة لتحسين صورتها، لا تزال الأحزاب اليمينية المتطرفة تؤوي أيديولوجيات متطرفة، موضحة أن الدعوات لإجراء تعديلات دستورية وعمليات ترحيل جماعية تثير مخاوف بشأن التزامهم بالمبادئ الديمقراطية.

ورغم أن أصول اليمين المتطرف تثير القلق، إلا أنها ليست حتمية، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أن رفض بولندا الأخير للسياسات القومية يبرهن على أن القيم الديمقراطية من الممكن أن تسود.

وختمت الصحيفة بالقول إنه يتعين على أوروبا أن تظل يقظة في الدفاع عن مبادئها الديمقراطية ضد زحف الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا