الارشيف / عرب وعالم

كسوة الكعبة المشرفة.. أنامل ماهرة تطرز أغلى ثوب في العالم

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 6 يوليو 2022 07:00 مساءً - في صبر وأناة يراقب سامي مزين، المشرف في مجمع كسوة الكعبة المشرفة في مكة، أنامل مجموعات من العمال المهرة وهي تطرز بخيوط من الفضة المطلية بالذهب أغلى ثوب في العالم.

ترسم مجموعات العمال آيات من القرآن بخط الثُلُث، وهو نوع من الخطوط العربية ظهر لأول مرة في القرن الرابع الهجري، 56 قطعة من الحرير الأسود تسمى المُذهبات تثبت بعد الانتهاء منها في كسوة الكعبة التي تتكلف 25 مليون ريال (6.6 مليون دولار).

يقول مزين (37 عامًا) الذي يعمل منذ ست سنوات في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، الذي تأسس قبل 100 عام تقريبًا: ”يستغرق العمل في كل قطعة من قطع المُذهبات ما بين 20 يومًا وثلاثة شهور قبل تثبيتها في الكسوة الكاملة، وهو الأمر الذي نعمل عليه لمدة 10 شهور تقريبًا في العام“.

وقبل بداية التطريز الذي يتم بالكامل يدويًا، تُطبع الآيات القرآنية والزخارف على قماش من الحرير الأسود مع حشوه بالقطن لإبراز الآيات والزخارف.

وإلى جانب 185 سعوديًا يشتغلون كل عام على إنتاج الكسوة، يجلب المجمع أحدث الآلات لتحويل شلل الحرير إلى قطع من القماش المنقوش والسادة، كما يتم تجميع القطعة الحريرية لكل جانب من جوانب الكعبة الأربعة وتوصيلها ببعضها بعضا بأحدث الماكينات.

يوضح سلمان اللقماني (57 عامًا)، رئيس قسم النسيج الآلي الذي يعمل في صناعة الكسوة منذ 43 عامًا: ”نستعين بالمكائن الجديدة والمستحدثة.. كان العمل يدويًا، ومن ثم تحول العمل من اليدوي إلى الآلي، وكل ما ظهرت آلات جديدة أو تقنية حديثة للنسيج تجلبها الحكومة السعودية“.

ويضيف وهو يقف عند إحدى ماكينات النسيج ممسكًا بمقص صغير لإزالة أي خيط زائد ”الآلات لا يمكن أن تعمل دون العامل البشري، لكن بعدد أقل وتقنية أفضل وجودة أعلى وهذا هو المطلوب والأهم“.

وبعد الانتهاء من تجميع الكسوة يتم تعليقها في يوم عرفات في بداية مناسك الحج، لكن هذا العام قالت رئاسة شؤون الحرمين إنه سيجري تعليق الثوب الجديد في أول أيام شهر محرم.

يقول اللقماني وقد بدا عليه التأثر: ”أشعر بالفخر والاعتزاز أني أعمل في هذا المكان، وأشارك أيضًا منذ سنوات الحمد لله في عملية تلبيس ثوب الكعبة المشرفة“.

قد تقرأ أيضا