الارشيف / عرب وعالم

"باسيرو أم بسيرو أم بشير".. اسم رئيس السنغال الجديد يثير جدلا

محمد الرخا - دبي - الجمعة 29 مارس 2024 02:14 مساءً - خيمت مسألة نطق اسم الرئيس السنغالي المنتخب باسيرو ديوماي فاي على نقاشات الساحة السياسية في البلاد، وبين "باسيرو" و"بسيرو" و"بشير" تبدو مخلّفات الفترة الاستعمارية وخصوصية النطق المحلية حاضرة.

وفاز المعارض السينغالي باسيرو ديوماي فاي بالانتخابات الرئاسية في السنغال منذ الدورة الأولى بحصوله على 54.28 % من الأصوات ليكون الموظف في مصلحة الضرائب، أصغر رئيس منتخب في أفريقيا، حيث يبلغ من العمر 44 عامًا، وينحدر من مدينة مبور الواقعة غرب البلاد.

ومع نتائج الانتخابات الرئاسية السنغالية، دار نقاش حول الاسم الصحيح للرئيس الجديد، هل هو "باسيرو" أم بسيرو، لكن الباحث في الشؤون الدولية والإستراتيجية بجامعة الكويت إدريس آيات، أوضح أن الصواب هو "بشير"، معتبرًا أن "تأثير الاستعمار الفرنسي على دول القارة أدى إلى "فرنسة" الأسماء، ومع تحديات النطق باللغة العربية، أُعيدت صياغتها أفريقيًا" وفق ما جاء له في تدوينة عبر منصة "إكس".

وهذه التأثيرات مجتمعة جعلت نطق "محمد" يتحول إلى "مامادو"، و"أحمد" يصبح "أمادو"، بينما يُنادى "صالح" بـ"صالو"، و"بشير" يتغير إلى "باسيرو"، و"فقيه" يُعرف بـ"فكي"، كرئيس المفوضية الأفريقية، موسى فكي.

كما ذاع اسم الرئيس النيجري السابق "محمدو إسوفو" والمقصود اسم نبي الله يوسف، لكن منذ عهود الاستعمار تم تبسيطها بما يسهل النطق به فصار "إسوفو" وبما أنّ مامادو وإسوفو يتماشيان مع مخارج النطق في قرى أفريقيا، تم التطبيع معها اجتماعيًا، وهكذا يقول آيات: "تتعدد الأمثلة التي تُظهر كيف أن الأسماء تتشكل وتتغير بفعل الثقافات واللغات المتعددة".

ويشاطر الباحث البوركينابي محمد الأمين سوادغو، هذا الرأي منتقدًا بعض الصحفيين الذي يكتبون اسم الرئيس السنغالي "بسيرو" أو "بصيرو" تماشيًا مع المكتوب في اللغة الفرنسية "bassirou" وهو "خطأ كبير" وفق تعبيره، مبينًا أن الصحيح هو "بشير".

وبحسب سوادغو فقد "حرّف الاستعمار الفرنسي بشكل متعمد كتابة أسماء الأفارقة المسلمين في الوثائق الرسمية الحكومية، لغرض طمسها وتحريفها، كرها في الإسلام والمسلمين" وفق قوله.

غير أن مراقبين آخرين يقللون من تأثيرات ذلك على الأسماء الأفريقية حيث بينوا أن "بسيرو" ليس "تفرنسًا"، بل تم اشتقاقه من ثقافة ولحن وطريقة نطق الأجداد الأفارقة للّغة العربية، مستحضرين مناداة "محمد" بـ "مُودُ" و"فَضْل" بِـ"فَلُّ" لصعوبة نطق حرف الضاد.

ووفق المراقبين، فإن تغيير نطق بعض الأسماء ليس بفعل الاستعمار فقط وإنما هناك أحرف عربية لا تُنطق في بعض اللهجات الأفريقية، وهي كثيرة لا ينتبه إليها إلا من درسوا العربية، على غرار الطارقية، الذين لا ينطقون حرف الحاء ولا السين ولا العين، وكذلك اللهجات الأخرى مثل الهوسا، حيث لا يوجد عندهم العين ولا الخاء، والكثير من الحروف.

قد تقرأ أيضا