الارشيف / عرب وعالم

نجحت دراما "الترند".. وفشل سرد الحكاية

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - الأحد 31 مارس 2024 05:22 مساءً - تصدّر "التريند" المقاييس النقدية وبات لدينا اليوم مسلسلات "خارج الترند"، وأخرى "خطفت الترند". حتى المنابر الإعلامية، استخدمت هذا اللفظ في تسمية الصفحات والعناوين الرئيسة، لتثبت مواكبتها للتطور وجذب الجمهور.

وأشاع تدخل "الترند"، في الحكم على المسلسلات، ارتياحًا عند صناع الدراما. فقد حماها ولو جزئيًّا، من الإدانة إذا ما أخطأت بسرد القصة وبناء الشخصيات.

ويتوقع البعض، تفاقم ظاهرة "دراما الترند"، على حساب دراما الملاحم التي ستوصف بأنها "دقة قديمة"، وهو ما سيغير في بناء الأعمال وأسس نقدها.

الرهان على "تريند السياسة"

لجأ بعض المسلسلات إلى كفّارة "الترند"، للتغطية على ضعف النص وتفكك الإخراج. ففي الجزء الثاني من المسلسل السوري "كسر عضم - السراديب" مثلاً، تم إلباس "فتيات الليل" صفة طائفية، لإثارة الضجة عبر تسويق "تريند السياسة".

وكان "كسر عضم"، من أكثر الأعمال التي شهدت انتقادات منذ بداية الموسم، بسبب تراجع مستوى الجزء الثاني مقارنة بالأول.. وكأن صناع العمل يقولون: قد يكون العمل ضعيفًا، لكنه مليء بالتريندات.

كسر عضممتداولة

لم يكن أمام كاتبي "كسر عضم- السراديب"، هلال الأحمد ورند حديد، اللذين حلا مكان معين صالح كاتب الجزء الأول، سوى الهروب إلى ترند السياسة للتغطية على ضعف النص. كذلك الأمر بالنسبة للمخرج كنان اسكندراني الذي ظهر ضعيفاً أمام رشا شربتجي في الجزء الأول.

وأدى الرهان على "التريند"، إلى كثرة الولادات الدرامية المشوهة، خاصة في الأعمال التي استمر تصويرها خلال رمضان أثناء بث الحلقات. فكان زرع "الترندات" داخل الحلقات التي يتم تصويرها، أسلوباً للهروب من مطبات الحلقات المعروضة.

"مثلما تكونون.. يُتلفز عليكم"

ويربط الكاتب سامر محمد إسماعيل، تفاقم دراما الترند، بالمستوى الثقافي والفني السائد.

ويقول لـ"الخليج 365" "كتاب السيناريو الرواد، جاؤوا من تجارب غنية في عوالم الأدب والصحافة. أما كتاب اليوم، فقدموا من فراغ".

وكتب إسماعيل على صفحته الشخصية "مثلما تكونون.. يُتلفز عليكم"، في إشارة إلى أن الدراما، جزء من المشهد الثقافي المتردي.

مسلسل ولاد بديعة

مسلسل ولاد بديعةمواقع التواصل

أخبار ذات صلة

نجوم دراما رمضان ينافسون مطربي المهرجانات (فيديو)

ويمكن إدراج الكثير من المسلسلات التي راهنت في الموسم الحالي، على "ترند الفضيحة" و"ترند الإسفاف" أو "ترند الإثارة"، ليصبح العمل الدرامي مجموعة ترندات تسبح بلا هدف سوى حصد المتابعات.

ولم ينقذ "ترند" التاريخ، مسلسل "الحشاشين" من ثغرات معالجة القصة وحكايتها. ولم ينجح الإخراج والغرافيك والأداء المتميز للممثلين، في حمايته من كثرة الانتقادات القائلة بضعفه في إمساك خيوط الموضوع.

كذلك حصل مع مسلسلات استندت إلى "ترند الشتائم"، أو "ترند الانقلابات" المعدة للنجوم في الحلقات الأخيرة. وقد ظهر ذلك في "ولاد بديعة" وفي مخاطبة رشا شربتجي للجمهور بالقول: "سنفاجئكم بانقلابات، لا يمكن أن تتخيلوها على الإطلاق".

أخبار ذات صلة

"ولاد بديعة" يكشف عن شخصيات طبيعية تعيش معنا لكنها مريضة نفسيًّا

أسواق سرية لبيع الترندات

وخلال السنوات السابقة، نشأت ظاهرة "التريندات المزيفة"، كما افتتحت أسواقا تبيع الترندات للأعمال الدرامية وشخصيات النجوم، وأصبح التريند ضروريًّا لشهرة العمل ولو عن طريق الغش.

ويقول الناقد المصري محمد عبد الرحمن لـ"الخليج 365" "يلجأ البعض إلى صناع الترندات، حيث يوجد سوق سري يديره أشخاص تتفق معهم شركة الإنتاج أو الفنانون، للترويج بأن هذا المسلسل ناجح والجمهور يشاهده".

ونتيجة اكتشاف الجمهور والنقاد، لـ"الترند المزيف"، هرع صناع الدراما للبحث عن "ترندات" أكثر احترافية تنبع من داخل العمل الفني.

المشكلة في الهشاشة

ويعتبر اللجوء للترند أمرًا مشروعًا للإعلان عن العمل الفني وتسويقه، إلا أن المشكلة في الرهان عليه كحامل أساس للمسلسل، وغالبًا ما يتم ذلك على حساب القصة أو مداراةً لضعفها.

ويضيف عبد الرحمن "هناك مسلسلات أقل من المستوى المطلوب، لذا يبدأ الجمهور في مخاصمتها، فيضطر الفنانون للتعامل مع صناع التريندات للترويج بأن هذا المسلسل ناجح والجمهور يشاهده".

ويتساءل الجميع "هل تستطيع ترندات الدعاية، إصلاح ما أفسدته الدراما في الإخراج والسيناريو والأداء؟

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا