عرب وعالم

يمنيون بعد عشر سنوات من الانقلاب: حياتنا تحولت إلى جحيم

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 16 أبريل 2024 09:03 صباحاً - صلاح قعشة

مع انقضاء السادس والعشرين من مارس آذار الماضي، دخل اليمنيون السنة العاشرة من الحرب، التي تسبب بها الانقلاب الحوثي، بغرض الاستيلاء على الحكم.

وفقد الكثير من اليمنيين كل مصادر دخلهم، بسبب انقلاب ميليشيا الحوثي في العام 2015، التي استمرت في إيقاف صرف رواتبهم في مناطق سلطتها منذ ذلك الوقت.

كما تسببت بانهيار سوق العمل، واتساع رقعة الفقر، وانهيار العملة، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، فتحولت حياة اليمنيين إلى شقاء ومعاناة يومية.

" الخليج 365" استطلع آراء عدد من اليمنيين حول آثار هذه السنوات العشر على حياتهم.

يقول الأستاذ الأكاديمي بكلية الزراعة في جامعة صنعاء الدكتور عبدالله ناشر لـ "الخليج 365" إن ما هو حاصل في حياة اليمنيين بعد عشر سنوات من الانقلاب الحوثي، هو "أمر فظيع ومزرٍ، لا يمكن تخيله، ولم يكن أحد من اليمنيين يتخيل أن تصل الأمور إلى ما هي عليه الآن؛ إذ تراجعت حياتنا إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر".

ويضيف ناشر: "الانقلاب الحوثي غيّر حياة الناس جميعا بكل طبقاتهم، فحياة من دون رواتب، ومصادر دخل انحسرت بشكل غير عادي، وكل ذلك انعكس على الواقع الاقتصادي والاجتماعي للأسر".

الانقلاب الحوثي غيّر حياة الناس جميعا بكل طبقاتهم

عبدالله ناشر، أستاذ جامعي

ويتابع: "مثلا أنا واحد من الموظفين في الدولة، كان راتبي يساوي في قيمته (1500) دولار قبل الانقلاب، والآن راتبي لا تصل قيمته حتى إلى (300) دولار، وأنا أستاذ بروفيسور في الجامعة، فتخيل ما الذي أحدثه هذا الانقلاب في حياة الناس الاقتصادية من الموظفين وغيرهم؛ إذ تلعب الرواتب دورا كبيرا في دورة الحياة النقدية داخل البلد".

ويواصل ناشر: "في ما يخص الجانب الأكاديمي والتربوي، انعكس الانقلاب بشكل كبير علىى مستوى التعليم الأكاديمي، والتسرب من صفوف التعليم الأولية بشكل كبير جدا، وهناك حالة من التجهيل".

ويزيد: "كذلك لو نظرت لسفر اليمنيين إلى خارج اليمن، فقد أصبح نوعا من الجحيم، وربما في الداخل اليمني أكثر من الخارج، وفي الوقت الذي كنت أنتقل فيه في ساعتين ذهابا وإيابا إلى المطار، أنا الآن أتنقل بحدود (28) ساعة، (14) ساعة ذهابا و(14) ساعة إيابا، وهذه الساعات قطعة من الجحيم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".

ويختتم ناشر: "كان سابقا هناك بارقة أمل في البلد، وبعد الانقلاب انعدم الأمل لدى الناس، حتى الطلاب لا يهتمون بدراستهم، يقولون لك أين سنذهب نحن بعد أن نكمل دراستنا، لا أفق أمامنا لعيش حياة كريمة، ولا فرق بين المتعلم والجاهل الذي يحمل البندقية ".

تغيير جذري

ويقول مدير التوجيه التربوي في محافظة إب أمين الشفق لـ"الخليج 365": "التغيير كان جذريا على كل الأصعدة الاجتماعية والنفسية والوظيفية" .

ويوضح: "على الصعيد الاجتماعي تم إبعادنا عن مجتمعنا وأهلنا وأسرنا وأصدقائنا الذين عشنا معهم سنوات عديدة، فلم يعد لك وجود لدى كل هؤلاء، وأكثر ألم يحصل لك حين يتوفى أقرب الناس إليك ولم تكن بجانبه ولم تأخذ التعازي فيه، في حين كان قريبك ينتظرك لهذه اللحظة، وحين تتزوج ابنتك ولم تكن بجوارها يوم عرسها أظن أن هذا ألم مضاعف ".

يمنيات يستعملن الحمير للحصول على الماءأ ف ب

ويضيف الشفق، الذي تم اعتقاله لمدة سنة وخمسة أشهر من قبل ميليشيا الحوثي، بسبب نشاطه في مسيرة الماء لكسر الحصار المفروض على مدينة تعز، في أكتوبر تشرين الأول 2015: "في المجال الوظيفي، تم إبعادي قسرا من محافظة إب، وإبعادي من وظيفتي في مكتب التربية والتعليم  كمدير للتوجيه التربوي في المحافظة".

ويتابع: "أضف إلى ذلك، أنه تمت مصادرة حاسوبي وكل الفلاشات والهاردات المتعلقة بدراسة الدكتوارة، وقد كنت على وشك المناقشة، حتى أوراق الاستبيان الخاص ببحث الدكتوارة تمت مصادرتها".

كابوس

الدكتور علي العسلي، وهو أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة صنعاء، تساءل في حديثة لـ "الخليج 365": "هل يمكن للانقلاب أن يغير الحياة إلا للأسوأ؟ وهل يبقى للآمال والطموح مجال؟"، مضيفا: "كل الآمال والطموحات أن ينتهي هذا الكابوس وتعود الدولة والمؤسسات والحياة لطبيعتها".

أما سهام علي (22 عاما)، الطالبة في محافظة تعز، فقد أدت الحرب الناتجة عن الانقلاب الحوثي إلى عدم استكمالها دراستها الجامعية .

تقول سهام لـ "الخليج 365": "أنا غير قادرة على التسجيل في الجامعة، لعدم استطاعة والدي ذي الدخل المحدود سداد رسوم التسجيل فيها، فراتب والدي بالكاد يكفي لشراء المواد الغذائية الأساسية التي ترتفع أسعارها يوما بعد آخر".

وبالنسبة لصفية عشيش (49 عاما)، النازحة من محافظة الحديدة إلى محافظة تعز، فإن تأثير الحرب بدا واضحا في حديثها لـ "الخليج 365" وهي تقول: "عشر سنوات ونحن مشردون نازحون بسبب الحوثي، من الحديدة إلى تعز، بسبب الاشتباكات عند دخول الحوثيين للحديدة".

وتضيف صفية: "هكذا تحولت حياتنا إلى جحيم في خيام معرضة للأمطار والرياح والبرد. وكل ما أريده أن أعود إلى بيتي وأن ينتهي هذا الانقلاب ".

قد تقرأ أيضا