عرب وعالم

إسرائيل تبحث عن "مكسب ثمين" في تأخير ردها على إيران

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 16 أبريل 2024 07:06 مساءً - تبحث إسرائيل عن مكسب ثمين في تأخير ردها على الهجوم الإيراني، فبينما تُهدد بالرد على الهجوم غير المسبوق، تأخذ بعين الاعتبار الحصول على مكاسب دبلوماسية ودعم الحلفاء، الذين حال دعمهم دون تخطي المسيّرات والصواريخ الإيرانية الكثيفة القدرةَ الاستيعابية لقبتها الحديدية.

وقبل يومين، أطلقت إيران مئات المسيّرات والصواريخ على إسرائيل؛ ردًا على هجوم الأخيرة على قنصلية طهران في العاصمة السورية دمشق، مطلع نيسان/أبريل الجاري.

ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المقلّ كثيراً في تصريحاته منذ الهجوم الإيراني، يأخذ وقته لاتّخاذ قرار بين توجيه ضربة سريعة وقوية قد تُشعل المنطقة، أو التريّث لحصد مكاسب دبلوماسية أهم، بحسب ما أوردت "العربية.نت".

ولم يخاطب نتنياهو الإسرائيليين، إنما ترأس منذُ الهجوم الإيراني اجتماعين لحكومة الحرب، وتواصل هاتفيا مع الحليف الأمريكي لبلاده، فيما اكتفى مكتبه بتوزيع صورتين للاجتماعين على وسائل الإعلام.

وفي رسالة مقتضبة نشرها مكتبه على منصة "إكس"، دعا نتنياهو، أمس الاثنين، "المجتمع الدولي إلى أن يبقى موحدا لمقاومة هذا العدوان الإيراني الذي يهدد السلام العالمي".

تحالف تكتيكي

وبينما ما زال الغموض سائدًا بشأن ما قد يكون عليه رد إسرائيل على هجوم مباشر هو الأول لإيران ضد أراضيها، تسعى إسرائيل منذ سنوات عدة إلى تشكيل تحالف تكتيكي تقوده الولايات المتحدة، ويضم المملكة المتحدة وفرنسا وبلدانا في المنطقة، على غرار الأردن.

وقال العسكري السابق ومدير معهد دراسات الأمن القومي، تامير هايمان في تدوينة عبر منصة "إكس"، إن ذلك التحالف التكتيكي في مواجهة إيران "سيحد من حرية تحركها في الرد"، وهو ما من شأنه أن يدفع إسرائيل إلى إرجاء أي ردود انتقامية؛ تجنّباً لإثارة استياء حلفائها.

تحالف غير مسبوق

ونقلت "العربية نت" على لسان المحلل السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، كاليف بن-دور، "سيكون من المفيد الحفاظ على هذا التحالف الدفاعي الغربي والإسرائيلي، الذي يكاد يكون غير مسبوق، لذا فإن الأمر يتجه أكثر إلى ضبط النفس".

وأشار بن-دور، وهو أيضًا نائب رئيس تحرير صحيفة "فاثوم" المتخصصة، إلى أنه "لا يمكن في الشرق الأوسط أن تتعرض لهجوم بأكثر من 300 مسيّرة وصاروخ من دون فعل شيء".

على الأرجح سترد إسرائيل بطريقة أكثر سرية وفي الزمان والمكان اللذين تختارهما

كاليف بن-دور

ورجح "أن شيئا لن يحدث في الأسبوعين المقبلين، ليس هذا أمرا يتعين على إسرائيل القيام به على الفور، لكنها سترد، على الأرجح بطريقة أكثر سرية وفي الزمان والمكان اللذين تختارهما".

واعتبر الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، جان-لو سمعان، أن الرد لن يكون صريحًا ومباشرًا، مبينًا أن ذلك الخيار لن يحظى بموافقة أمريكية.

وضع ضبابي

وشدّد الدبلوماسي الإسرائيلي السابق جيريمي إيسخاروف على أهمية "التقليل من الحديث عن الأمر"، معتبرا أنه "في هذه المرحلة يجب أن يشعر الإيرانيون بالقلق، وأن يبقوا في وضع ضبابي لأطول فترة ممكنة".

وفي حين سارع بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إلى المطالبة برد "ساحق" على الهجوم الإيراني، ندد زعيم المعارضة يائير لبيد بموقف بن غفير.

بدوره، ندّد رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك بأولئك "الذين يريدون إشعال الشرق الأوسط برمّته"، متّهما نتنياهو بتغليب مصالحه الشخصية وحماية مستقبله السياسي على كل ما عدا ذلك.

وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة، الحليفة التاريخية لإسرائيل، أنها لا تريد "حربا واسعة النطاق مع إيران"، وحذّرت من أنها لن تشارك في أية عملية انتقامية ضد إيران.

قد تقرأ أيضا