الارشيف / عرب وعالم

هل يؤخذ على محمل الجد؟.. الخطاب النووي في التوترات بين إيران وإسرائيل

كتابة سعد ابراهيم - في مقال كتبه أليستر بونكال لصحيفة سكاي نيوز البريطانية، تم تحليل الطبيعة الدقيقة للخطاب الإيراني فيما يتعلق ببرنامجها النووي في سياق التوترات المتزايدة مع إسرائيل. يتنقل بونكال، وهو مراسل ذو خبرة في شؤون الشرق الأوسط، بين تعقيدات الخطاب الإيراني ويلقي الضوء على التداعيات المحتملة لتصريحاتهم.

إن ميل إيران إلى استخدام لغة درامية يقابله تصرفاتها المحسوبة، الأمر الذي يؤدي إلى خلق انقسام يدفع المراقبين في كثير من الأحيان إلى التشكيك في صدق تهديداتها النووية. ويؤكد بونكال على أهمية كلام القادة الإيرانيين، معترفا بقدرتهم على تشكيل التصورات الدولية وإثارة ردود الفعل.

ومن الواضح أن شبح الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية قد أثار قلق طهران، مما دفع أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني إلى التلميح إلى مراجعة العقيدة النووية للبلاد. ويؤكد هذا الرد التزام إيران الثابت بالدفاع عن نفسها ضد التهديدات المتصورة، وخاصة من إسرائيل، على الرغم من افتقارها إلى القدرات النووية.

وفي قلب هذا الخطاب يكمن التناقض الأساسي بين ادعاءات إيران بوجود برنامج نووي سلمي والشكوك التي تساور إسرائيل وحلفائها الغربيين بشأن نوايا طهران الحقيقية. وبينما تصر إيران على أن جهودها النووية ذات طبيعة مدنية بحتة، فإن الشكوك تظل قائمة حول دوافعها الخفية، بما في ذلك سعيها المزعوم للحصول على الأسلحة النووية.

ويسلط التقرير الضوء على العواقب المحتملة للعدوان الإسرائيلي على إيران ويفترض أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تجبر إيران عن غير قصد على تسريع برنامجها النووي من أجل ردع المزيد من الهجمات. ويؤكد هذا الاحتمال المخيف خطورة الوضع والمخاطر الكبيرة المرتبطة بإدارة توازن القوى الدقيق في المنطقة.

وبشكل عام، يقدم تحليل بونكال رؤى قيمة حول تعقيدات الخطاب النووي في الصراع الإيراني الإسرائيلي، ويحث صناع القرار والمحللين على توخي الحذر في تفسير التصريحات الإيرانية والرد عليها. ومع استمرار تصاعد التوترات، تظل الحاجة إلى المشاركة الدبلوماسية وتدابير وقف التصعيد ذات أهمية قصوى لمنع الوضع من الخروج عن نطاق السيطرة.