الارشيف / عرب وعالم

إيران وإسرائيل.. من "حروب الظل" إلى المواجهة المباشرة

محمد الرخا - دبي - الجمعة 19 أبريل 2024 05:21 مساءً - مثلت الضربة الإسرائيلية المفترضة، التي استهدفت الأراضي الإيرانية، الجمعة، أحدث حلقات الاحتكاكات المباشرة بين طهران وتل أبيب بعد عقود من "مواجهات الظل" والحروب بالوكالة التي كانت تدور بينهما.

وكان الهجوم الإسرائيلي متوقعا بعد إطلاق إيران طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل في 13 أبريل الجاري، وجاء الهجوم الذي شنته طهران، وهو أول هجوم لها على الإطلاق على إسرائيل، ردا على ضربة جوية يشتبه في أنها إسرائيلية على مبنى قنصلية طهران في دمشق مطلع الشهر الحالي.

مواجهات بطرق مختلفة

وتمتد المواجهات بين الخصمين اللدودين في المنطقة لعقود من الزمن، واتخذت مظاهر مختلفة من حروب الظل والهجمات السرية من البر والبحر والجو وعبر الفضاء الإلكتروني.

ومنذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 ثم تشكيل ميليشيا "حزب الله" في لبنان عام 1982 بدأت المواجهات والمناوشات بين الطرفين.

في عام 1983 لجأت ميليشيا "حزب الله" المدعومة من إيران إلى شن هجمات انتحارية لطرد القوات الغربية والإسرائيلية من لبنان. وفي نوفمبر من ذلك العام اقتحمت سيارة محملة بالمتفجرات مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية، وانسحبت إسرائيل في وقت لاحق من معظم أنحاء لبنان.

وبين سنتي 1992 و1994 حمّلت الأرجنتين وإسرائيل إيران و"حزب الله" مسؤولية تفجيرين انتحاريين استهدفا سفارة إسرائيل في بوينس أيرس عام 1992 والمركز اليهودي في المدينة عام 1994، وأودى الهجومان بحياة العشرات، ونفت إيران و"حزب الله" مسؤوليتهما.

وفي عام 2002 تم الكشف عن امتلاك إيران برنامجا سريا لتخصيب اليورانيوم؛ ما أثار مخاوف من أنها تسعى إلى صنع سلاح نووي، وهو ما نفته طهران. وطالبت إسرائيل باتخاذ إجراءات صارمة ضد غريمتها.

وفي عام 2006 خاضت إسرائيل حربا مع ميليشيا "حزب الله" استمرت شهرا في لبنان لكنها فشلت في سحق الجماعة المدعومة من إيران بالسلاح.

وانتقلت المواجهات سنة 2010 إلى الفضاء الافتراضي، وتم خلال تلك السنة استخدام فيروس الكمبيوتر "ستاكسنت"، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه من تطوير الولايات المتحدة وإسرائيل، لمهاجمة منشأة لتخصيب اليورانيوم في موقع "ناطنز" النووي الإيراني.

وعام 2012 قُتل العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشن في انفجار قنبلة زرعها سائق دراجة نارية بسيارته في طهران، وحمّل مسؤول بالمدينة إسرائيل مسؤولية قتله.

وفي مايو 2018، قالت إسرائيل إنها قصفت البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا، بعد أن أطلقت القوات الإيرانية المنتشرة هناك صواريخ على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

اغتيالات واتهامات

وفي مطلع العام 2020 رحبت إسرائيل باغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس"، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد. وردت إيران بهجمات صاروخية على قواعد في العراق تضم قوات أمريكية؛ ما أدى لإصابة نحو 100 من أفراد الجيش الأمريكي.

وفي 2021 اتهمت إيران إسرائيل بالمسؤولية عن مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده الذي اعتبرته أجهزة مخابرات غربية العقل المدبر لبرنامج إيراني سري لتطوير القدرة على صنع أسلحة نووية؛ الأمر الذي تنفيه طهران.

وفي عام 2022 وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك يائير لابيد على تعهد مشترك بحرمان إيران من الأسلحة النووية، في إعلان للوحدة بين الحليفين المنقسمين منذ فترة طويلة إزاء الدبلوماسية مع طهران.

وجاء هذا التعهد، وهو جزء من "إعلان القدس" الذي توج أول زيارة لبايدن إلى إسرائيل بوصفه رئيسا للولايات المتحدة، بعد يوم من تصريحه لمحطة تلفزيونية محلية بأنه منفتح على استخدام القوة "كملاذ أخير" ضد إيران، في استجابة واضحة لدعوات إسرائيل إلى توجيه "تهديد عسكري ذي مصداقية" من القوى العالمية.

وفي أحدث حلقات المواجهة أسفرت ضربة جوية يشتبه بأنها إسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، مطلع أبريل 2024، عن مقتل سبعة من ضباط الحرس الثوري الإيراني، من بينهم اثنان من كبار القادة. ولم تؤكد إسرائيل ولم تنف مسؤوليتها عنها.

وردت إيران بإطلاق وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ في 13 أبريل، في هجوم مباشر على الأراضي الإسرائيلية لم يسبق له مثيل، وهو ما قالت مصادر مطلعة إن إسرائيل ردت عليه بضربة على الأراضي الإيرانية فجر الجمعة.

قد تقرأ أيضا