الارشيف / عرب وعالم

4 زيارات لـ"ميلوني" في عام.. ملف الهجرة يعزز التقارب بين تونس وإيطاليا

محمد الرخا - دبي - السبت 20 أبريل 2024 04:07 مساءً - شكلت الزيارة الخاطفة التي أدتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني هذا الأسبوع إلى تونس رابع زيارة لها في غضون سنة واحدة ما يثير تساؤلات حول دلالات تطور العلاقات بين روما وتونس.

وأجبرت ملفات مثل الهجرة غير النظامية إيطاليا على التحرك بسرعة نحو تونس من أجل إبرام اتفاقات قادرة على وقف تدفق المهاجرين الذين يُقدر عددهم بالآلاف.

وعلى هامش زيارة ميلوني الأخيرة وقَّعت تونس مع إيطاليا 3 اتفاقات.

واعتبرت ميلوني أن التعاون مع تونس أولوية بالنسبة إلى إيطاليا، لافتة إلى أن "الطاقة هي أحد الموضوعات التي يجب أن يستمر التعاون فيها بين تونس وإيطاليا".

إيطاليا هي المستفيدة

وقال الناشط السياسي التونسي المقيم في إيطاليا مجدي الكرباعي إن "التقارب بين تونس وإيطاليا تفرضه الهجرة غير النظامية، فقط بالنسبة إلى روما، وحتى الزيارة الأخيرة التي كانت لبضع ساعات جاءت بعد ورود معلومات للأمن والاستخبارات الإيطالية حول مرور مهاجرين من الجزائر وليبيا نحو تونس في انتظار فرصة لركوب السفن والعبور إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية"، وفق قوله.

وأضاف الكرباعي لـ "الخليج 365" أن "ميلوني تتحرك دائمًا نحو تونس مدفوعة بمخاوف من الهجرة غير النظامية وليس لأسباب أخرى" معتبرًا أنّ "التقارب بين تونس وإيطاليا يأتي مع اقتراب الانتخابات الأوروبية التي قد تشكل موضوعًا مهمًا تروّج له ميلوني".

وكانت إيطاليا أطلقت محادثات منذ سنة أو أكثر انتهت بتوقيع مذكرة تفاهم بين تونس والاتحاد الأوروبي حول الهجرة النظامية وغير النظامية، والتعاون في مجالات التعليم والاقتصاد، وغير ذلك، في 16 يوليو 2023.

وعلّق المحلل السياسي التونسي محمد صالح العبيدي بأنّ "محاولات إيطاليا تعزيز تحالفها مع تونس يأتي في ظل معطيات إقليمية ومحلية في تونس وأيضًا في روما تجعل السلطات الإيطالية أكثر تحمسًا وعملاً على هذا التحالف الذي يصبّ في مصلحة إيطاليا أكثر من مصلحة تونس"، وفق تقديره.

وأوضح العبيدي في تصريح لـ "الخليج 365" أن "النفوذ الروسي يتزايد في المنطقة، وفرنسا لم تعد بلدًا مرغوبًا فيه في أفريقيا سواء شمالها أو منطقة الساحل، لذلك تريد إيطاليا تعزيز علاقاتها مع تونس وليبيا، وغيرهما، من أجل مواجهة النفوذ الروسي".

وأوضح أن "المُعطَى الآخر الذي يدفع إيطاليا إلى تعزيز علاقاتها مع تونس هو السبب المعلوم لدى الجميع وهو الهجرة غير النظامية، حيث قُدّر عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا من تونس، مؤخرًا، بحوالي 90 ألفًا، لذلك تريد إيطاليا السيطرة على هذا الرقم واحتواءه، وعلى تونس تحسين شروط تفاوضها، وعدم تقديم تنازلات تمس من سمعتها أو الانزلاق نحو معاملة غير إنسانية للمهاجرين"، بحسب قوله.

انتقادات

وتواجه تونس بالفعل انتقادات حول سياساتها تجاه المهاجرين الذين يتم صدّهم في عرض البحر وإعادتهم إلى البلاد.

وقال المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر إنّ "تونس تحولت إلى مركز احتجاز مفتوح للمهاجرين".

وتابع بن عمر في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام محلية أن "تركيز السلطات التونسية على فرض التموقع الأمني في السواحل أدى إلى إنهاك الوحدات الأمنية بهذه الجهات، وذلك على حساب التموقع الأمني داخل المدن، ما أدى إلى تصاعد الجريمة والعنف".

وأكد أن "زيارات ميلوني المتكررة إلى تونس تهدف إلى وضع سياسة رسمتها هي، حتى قبل وصولها إلى السلطة في إيطاليا".

قد تقرأ أيضا