الارشيف / عرب وعالم

دراسة: "شكل الجسم" قد يرتبط بخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

محمد الرخا - دبي - السبت 20 أبريل 2024 05:10 مساءً - ألقت دراسة حديثة الضوء على جانب تم تجاهله سابقًا من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ألا وهو شكل الجسم.

ويحذر العلماء من أن بعض أشكال الجسم، وخاصة تلك ذات الخصر الأكبر والأرداف الضيقة، قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وهو السبب الرئيس الثاني للوفيات المرتبطة بالسرطان حول العالم. 

وبحسب تقرير نشره موقع "نيوزويك"، ووفقا لجمعية السرطان الأمريكية، من المتوقع حدوث ما يقدر بنحو 150 ألف حالة جديدة من سرطان القولون والمستقيم في عام 2024 في الولايات المتحدة وحدها؛ مما يؤكد الحاجة الملحة لفهم عوامل الخطر. وفي حين أن عوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي، والتدخين، واستهلاك الكحول، والسمنة ارتبطت منذ فترة طويلة بسرطان القولون والمستقيم، فقد تحول التركيز إلى توزيع الدهون في الجسم.

وبحثت الدراسة، التي قادها عالم الأوبئة هاينز فريسلينج من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، في العلاقة بين شكل الجسم وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، حيث قام بتحليل البيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات طبية حيوية شاملة، لاستكشاف التفاعل بين علم الوراثة ونوع الجسم وخطر الإصابة بالسرطان.

ووجد فريسلينج وفريقه أن الأفراد الذين يمتلكون نوع جسم "السمنة المركزية"، والذي يتميز بزيادة الدهون حول الخصر، يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وقد تضاعف هذا الخطر لدى أولئك الذين كانوا طوال القامة ويعانون من السمنة المفرطة، والذين يشار إليهم عادة بشكل الجسم "التفاحي". 

وقال فريسلينج: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن السمنة العامة وشكل الجسم الذي يعاني من السمنة المفرطة يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. قد تؤثر أنواع الجسم هذه على صحة الجهاز الهضمي من خلال العمليات الجهازية، والتي تنطوي على آليات وراثية ذات أصول كيميائية حيوية متنوعة".

وتؤكد الدراسة على التفاعل المعقد بين الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية وشكل الجسم في تطور السرطان. ففي حين أن بعض المتغيرات الجينية كانت مرتبطة بأنواع معينة من الجسم، إلا أن تعديلات نمط الحياة مثل النشاط البدني المنتظم واتباع نظام غذائي متوازن تبقى حاسمة في التخفيف من خطر الإصابة بالسرطان.

وشدد فريسلينج على أنه "من المهم إدراك دور التنوع الجيني واختلاف نوع الجسم في تقييم مخاطر الإصابة بالسرطان. وعلى الرغم من أن هذه النتائج قائمة على الملاحظة، إلا أنها توفر رؤى قيمة حول الطبيعة المتعددة الأوجه لمسببات سرطان القولون والمستقيم.

وعلى الرغم من الآثار المترتبة على الدراسة، يحذر فريسلينج من استخلاص استنتاجات نهائية، إذ تظهر الأجسام البشرية أشكالًا وأحجامًا متنوعة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث للتحقق من صحة هذه النتائج عبر مجموعات سكانية مختلفة. ومع ذلك، تمثل الدراسة خطوة مهمة إلى الأمام في فهم العلاقة المعقدة بين تكوين الجسم وقابلية الإصابة بالسرطان.

ومع استمرار الجهود لكشف تعقيدات سرطان القولون والمستقيم، فإن دمج تحليل شكل الجسم في أطر تقييم المخاطر قد يعزز استراتيجيات الكشف المبكر والوقاية؛ إذ يمكن لمتخصصي الرعاية الصحية تصميم تدخلات لمعالجة المخاطر الفردية، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تطوير الرعاية الشخصية للسرطان.

قد تقرأ أيضا