الارشيف / عرب وعالم

قريبًا إلى أوكرانيا.. هل تغير صواريخ "أتاكمز" المعادلة على الأرض؟

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 23 أبريل 2024 06:07 مساءً - من المقرر أن تبدأ واشنطن فور توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن، على حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا بعد إقرارها من مجلس الشيوخ، توريد صواريخ "أتاكمز" التي يبلغ مداها 300 كم، وفق ما كُشف عن رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ مارك وارنر.

وتعليقًا على هذه الخطوة، رأى خبراء روس أن حزمة الجديدة قد تؤثر بالفعل على الجبهة، لكن الأمر "يحتاج للوقت" لتبدأ ظواهر التأثير.

فيما عبر آخرون عن اعتقادهم أن الحزمة المنتظرة وما تحتويها من صواريخ بعيدة المدى "لن تطيل سوى أمد الحرب والمزيد من الضحايا الأوكران".

صواريخ بعيدة المدى

اعتبر الخبير في الشؤون العسكرية نيكولاي ياكوشيف، أن "صواريخ أتاكمز التي يتم الحديث عنها لن تصل لأوكرانيا لأول مرة فهناك دفعات وصلت منها ربما بدون ضجة إعلامية وفعليا استطاعت روسيا إسقاطها؛ لذلك هذه ليست المرة الأولى التي ستتعامل بها أنظمة الدفاع الجوي الروسية مع هذه الصواريخ".

واستدرك: "لكن بالتأكيد وجود هكذا صواريخ له دلالات أولها أن مداها سيغطي كل الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في دونباس وجزء من شبه جزيرة القرم، يعني أن التركيز الأوكراني سيكون على ضرب الخطوط الخلفية للقوات الروسية، وكذلك سيصبح جسر القرم تحت التهديد مرة أخرى".

أخبار ذات صلة

"غسل دماغ".. هكذا غير رئيس "النواب الأمريكي" موقفه من دعم أوكرانيا

وأضاف ياكوشيف في حديثه لـ"الخليج 365"، أن "أوكرانيا متعطشة لهذا النوع من الصواريخ، لكن نجاح مهمتها مرتبط بشكل أو بآخر بعددها الذي ستملكه كييف".

وتابع: "هذه الصواريخ رغم مداها البعيد إلا أن إسقاطها ليس بالمعضلة، يضاف إلى ذلك أنه لتدمير جسر القرم مثلا بشكل كامل، ستحتاج أوكرانيا للعشرات من هذه الصواريخ إذا افترضنا طبعا أن الصواريخ وصلت سالمة، ومع وجود دفاع جوي روسي قوي قد تحتاج إلى المئات لتحقيق ذلك".

وأردف: "في حال حصلت موسكو على أي معلومات أن أوكرانيا تخطط لاستهداف هذا الجسر بواسطة هذه الصواريخ ستشن الطائرات الروسية غارات محكمة على مستودعات تخزين أتاكمز، ما يعني تدميرها وهي بالأرض كما فعلت بصواريخ أخرى من طراز ستورم شادو".

وحول إمكانيات هذه الصواريخ أوضح الخبير الروسي أن "صواريخ أتاكمز هي صواريخ أرض - أرض موجهة وتكتيكية وعالية الدقة، وهي بطول متوسط مقارنة مع باقي الصواريخ حيث يصل طولها تقريبا لـ4 أمتار، وتستطيع حمل رأس حربي بوزن نصف طن".

وزاد: "لكن هناك أنواعا مختلفة منها، وتختلف الأنواع وقدرة الحمل بحسب المهام التي ستكون موكولة لها، وخاصة أنه تم تصميمه ليس لاستهداف تجمعات الأفراد بشكل مباشر بل الهدف منه ضرب المنشآت وقواعد الإمداد كالمطارات العسكرية ومراكز القيادة".

أخبار ذات صلة

"فورن أفيرز": دعم أوكرانيا عسكرياً ضد روسيا مهمة أوروبا لا "الناتو"

مخازن سلاح متعطشة

 من جهته رأى الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية رومان جورشكوف، في تعليقه عن حزمة المساعدات الأمريكية الجديدة أن "الولايات المتحدة تأخرت في إقرار هذه الحزمة خاصة أن المستودعات الأوكرانية فارغة".

وأضاف جورشكوف، أنه "من الناحية العسكرية وحتى ملء هذه المستودعات يحتاج الأمر للكثير من الوقت، وحتى إتمامه لا يعلم أحد كيف سيكون حال الجبهة وما هي خطوط التماس وامتدادها نحن، نتحدث عن أشهر وليس عن أيام أو أسابيع".

وتابع في حديثه لـ"الخليج 365": "لا شك أن الحزمة ستقوي الجيش الأوكراني على الأقل معنويا، لكن على الأرض لن تتغير المعادلات كثيرا إلا في الوقت والمزيد من الدم والضحايا من الطرف الأوكراني، الذي يقاتل دون ذخيرة منذ أشهر، ناهيك عن التعبئة المتعثرة التي تعكس حجم التخبط وقلة الجنود في الجيش الأوكراني".

وأردف أن "كييف ورغم تنفسها الصعداء بعد إقرار مجلس النواب الأمريكي الحزمة الجديدة بعد شهور من الانتظار تتخوف من انقطاع الإمداد مرة أخرى فلا ضامن هنا للاستمرارية؛ لذلك ستحاول ترشيد استخدام الذخيرة ووضع البعض منها للحاجة القصوى".

أخبار ذات صلة

القوات الروسية تسيطر على مناطق جديدة في أوكرانيا.. ما أهميتها الإستراتيجية؟

وزاد: "في هذه الحالة الترشيد يعني الإخفاق في القتال على الجبهة، وهذا ما تعرفه روسيا جيدا وتلعب عليه، وهو استنزاف ذخيرة العدو غالية الثمن والتي تتعطش لها أوكرانيا".

ولفت الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إلى أنه "عند تحليل مدى تأثير هذه الحزمة يجب أن نعود للوراء ونرى بدقة ما الذي خلفه الهجوم المضاد الأوكراني، والذي حين حصل كانت مخازن السلاح الأوكرانية متخمة وعدد الجنود كبير، والمعنويات عالية وكل الغرب يلقي بملياراته على رؤس الجنود الأوكران وقادتهم، وماذا كانت النتيجة حينها؟ لذلك النتائج لن تختلف اليوم كثيرا، لكن الخاسر الأول هم الأوكران أنفسهم سيخسرون المزيد من أرواح أبنائهم ليس إلا".

تجاوز الخطوط الحمراء

وحول تغير المحرمات التي كانت تلتزم بها الولايات المتحدة إبان اندلاع الصراع الروسي الأوكراني في عام 2022، قال الخبير في الشؤون السياسية كيريل خلودنوف، إنه "لا شك أن الولايات المتحدة غيرت الكثير من مفاهيمها، ففي البداية كان استهداف الأراضي الروسية خطًّا أحمر وضعته واشنطن لكييف، لكن بعد فترة ونتيجة الهجوم المضاد الفاشل، اضطرت أمريكا للسماح لأوكرانيا برفع سقف الاستهدافات، حتى رأينا المسيرات تطير هنا وهناك داخل الأراضي الروسية".

وأضاف خلودنوف لـ"الخليج 365"، أن "الأمر غير متعلق بنوع سلاح معين بقدر الهدف الذي يريد الطرف المقابل استهدافه، وإذا اعتبرنا أن صواريخ أتكامز تجاوزا للخط الأحمر، يجب أن نتمهل ونراقب أين ستسقط هذه الصواريخ".

واستطرد: "باعتقادي أن أوكرانيا ستكون حريصة في الفترة الأولى باستهداف إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم فقط لا أكثر، والاكتفاء بالمسيرات بالاستهدافات الأبعد؛ لأن هذا ما يريده الغرب الآن".

وحول إمكانية استهداف الأراضي الروسية بهذه الصواريخ يستبعد خلودنوف، قيام أوكرانيا بذلك.

وقال إنه "من المبكر اعتقاد أن كييف ستستخدم هذه الصواريخ ضمن الأراضي الروسية، لكن الأمر متعلق بما يمليه الغرب عليها، وأيضا معطيات الجبهة، وإذا ما كان هناك هجوم روسي واسع النطاق سيبدأ قريبا؛ لذلك من يحكم توسيع دائرة الاستهداف هي المعطيات على الأرض في المستقبل القريب".

قد تقرأ أيضا