الارشيف / عرب وعالم

منظّمة: الساحل الأفريقي "ثقب أسود" للمعلومات

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 24 أبريل 2024 02:21 مساءً - حذّرت منظمة "مراسلون بلا حدود" من أنّ منطقة الساحل الأفريقي أصبحت واحدة من "أكبر الثقوب السوداء للمعلومات"، حيث يتم طمس حقيقة ما يجري من انتهاكات وجرائم بحق المدنيين، وفق قولها.

وأكد تقرير المنظمة أنّه منذ حدوث الانقلابات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، لم يعد الصحفيون الغربيون قادرين على السفر إلى هذه البلدان الثلاثة التي تحكمها مجالس عسكرية، بسبب الافتقار إلى الاعتماد أو تصريح الدخول.

وقد تم طرد مراسلين أجانب، وإيقاف وسائل إعلام فرنسية (إذاعة فرنسا الدولية، فرانس 24، جون أفريك، لوموند، فرانس 2 على وجه الخصوص) في مالي وبوركينا فاسو، ورفض منح تأشيرات الدخول للفرنسيين في النيجر، فيما يواجه الصحفيون في الميدان الضغوط والتهديد بالاعتقال.

خسائر فادحة

وفي هذه المنطقة، يُلقي كل طرف باللوم على الطرف الآخر محملا إياه الخسائر الفادحة المرتكبة، فإن إحصاء القتلى مهمة شبه مستحيلة، إذ يقدر "مشروع بيانات الصراعات المسلحة وأحداثها"، وهو أحد المنظمات غير الحكومية القليلة التي تقوم بجمع وتحليل بيانات الصراع في المنطقة، أن أكثر من 17000 مدني قتلوا منذ عام 2012 مع اندلاع الأزمة في مالي.

ووفق التقرير فقد أصبحت مناطق بأكملها تحت سيطرة المتطرفين أو مناطق العمليات العسكرية، معزولة عن العالم، فمنذ عام 2013، قُتل أربعة صحفيين أوروبيين (فرنسيان وإسبانيان) في مالي وبوركينا فاسو، فيما اختطف مراسل جريدة "ليبراسيون" الفرنسية في مالي، أوليفييه دوبوا، عام 2021 أثناء إعداد تقرير في جاو، وظل لمدة عامين في أيدي مسلحين من جماعة "نصر الإسلام والمسلمين" المتطرفة المرتبطة بتنظيم "القاعدة" قبل إطلاق سراحه.

وقالت جريدة "لاكروا" الفرنسية إن "التحقيق عن بعد يشكل صداعا، فقد قام المقاتلون بتخريب العديد من هوائيات التقاط شبكات الهاتف لعزل القرى، وتفضل المصادر القليلة التي يمكن الاتصال بها، والتي غالبًا ما تكون في حالة رعب، الإدلاء بشهادتها دون الكشف عن هوياتها.

وذكرت الصحيفة أنه في يوليو 2023، قدرت منظمة العفو الدولية غير الحكومية أن ما لا يقل عن 46 منطقة محلية محاصرة من قبل الجماعات المسلحة في بوركينا فاسو، حيث تستهدف قوافل الإمدادات التابعة للجيش.

وكشفت عما يحدث في دجيبو، وهي بلدة في شمال بوركينا فاسو تخضع للحصار منذ عامين، ويقول أحد السكان في اتصال هاتفي مع الصحيفة إنه "لا يوجد بهذه البلدة أرز أو سكر في المتاجر منذ أربعة أشهر، وكل شيء مفقود، الأدوية والبنزين... ولا يستطيع أحد أن يخرج" مضيفا "لقد مات كبار السنّ جوعًا".

انتهاكات خطيرة

وفي بوركينا فاسو يتم تداول صور عن جثث مكدسة بالعشرات، وتبدو آثار الرصاص وقد اخترقت الأجساد، وفي حادث آخر تم إعدام مجموعة من الصبية الصغار في شهر فبراير الماضي، بالقرب من واهيغويا، وفق ما تؤكد عدة مصادر.

وتتزايد صور عمليات القتل المنسوبة إلى الجيش البوركينابي، وفي الصحافة المحلية أصبحت التحقيقات في أعمال العنف المتكررة أمرا نادرا، وفق التقرير.

وبحسب تقرير المنظمة فإن الأمر الأشدّ صعوبة هو معرفة ما يحدث في القرى التي ينتصر فيها المتشددون ويفرضون سيطرتهم عليها، حيث يرجح أنهم يفرضون تطبيق الشريعة الإسلامية وارتداء الحجاب، والعقوبات الجسدية للّصوص، وتصل إلى عقوبة الإعدام.

ونبّه التقرير إلى أنّ السكان هم أول ضحايا العنف في منطقة الساحل، حيث يَعد التحالف الثلاثي المسمى "تحالف دول الساحل"، بالقضاء على من يسميهم "الإرهابيين"، في وقت تتزايد الاتهامات للقوات المسلحة المالية، المدعومة بمرتزقة من مجموعة "فاغنر" الروسية المتحالفة مع الأنظمة العسكرية الحاكمة في المنطقة، بارتكاب انتهاكات.

وأشار التقرير إلى أنّ الجيش في النيجر اكتشف "أخطاء فادحة" خلال غارات بطائرات دون طيار في يناير على قرية في جنوب غربي البلاد.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا