الارشيف / عرب وعالم

كيف توظف إيران حماس لتحريض الشارع الأردني؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 25 أبريل 2024 11:13 صباحاً - جاءت الرسالة التحريضية التي وجهها المتحدث باسم "كتائب القسام" أبوعبيدة إلى الشارع الأردني ودعوته إلى التصعيد والخروج إلى الشوارع، خارج سياق ما كان يتحدث به حول الأوضاع والقتال الدائر في غزة، في كلمته المصورة أول أمس الثلاثاء.

وبدا من الواضح أن دعوة "أبو عبيدة" التحريضية جاءت كجملة اعتراضية بعيدة كل البعد عن سياق ما كان يتحدث به، وبدت إشارته إلى الأردن والشارع الأردني دون غيره، كجملة شاذّة وراءها دلالة تحريضية تأتي في سياق استهداف إيران لأمن الأردن واستقراره.

فالمؤكد أنه لا مصلحة متحققة لحركة "حماس" من تأليب الشارع الأردني وزعزعة الجبهة الداخلية الأردنية، بينما تستغلّ إيران الأوضاع الحالية وتراهن على استجابة تنظيم "الإخوان" تحديدًا لدعوة "حماس" ضمن استمرار إستراتيجيتها في زعزعة استقرار الدول العربية، وينصبّ تركيزها منذ بداية الحرب في غزة على استهداف الأردن بكل الوسائل الخبيثة المتاحة.

لماذا تستهدف إيران الأردن؟

وتتمحور أجندة النظام الإيراني منذ قيامه في العام 1979 حول تصدير أيدولوجيته في المنطقة العربية من خلال زعزعة أمن واستقرار الدول العربية بهدف تعزيز نفوذها في المنطقة والإقليم.

ودون الخوض في الشواهد والدلالات التحليلية لإثبات ذلك، فالدليل قائم باستعراض نتائج السياسة الإيرانية في المنطقة، فبعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 جاءت النتائج بتغلغل النفوذ الإيراني في الساحة العراقية، وعلى إثر قيام الحرب السورية في العام 2011 تمدّد النفوذ الإيراني في سوريا في مشهد مُشابه لِما حدث في العراق، وصل إلى نشر قوات الحرس الثوري في الداخل السوري والسيطرة على الحدود السورية.

ومن جانب آخر تسيطر ذراع إيران، ميليشيا "حزب الله"، على الساحة اللبنانية سياسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا، وتسببت ذراعها في اليمن، ميليشيا الحوثي، في انقسام اليمن وزعزعة استقراره.

ويمثّل الموقع الجيوسياسي للأردن أهمية إستراتيجية كبرى في هذا السياق باعتباره البوابة الشمالية لدول الخليج العربي عبر حدوده الممتدة جنوبًا وشرقًا مع المملكة العربية السعودية في أقصى شمال الجزيرة العربية، كما إنّ المملكة الأردنية تمتلك غربًا الشريط الحدودي الأطول المتاخم للضفة الغربية وإسرائيل إضافة إلى حدودها الشمالية مع سوريا والشرقية مع العراق.

ومع كل هذه التعقيدات المحيطة بالأردن شمالًا وشرقًا وغربًا فإنه بقي عصيّّا صامدًا في مواجهة "نيران الخريف العربي" وحافظ على استقراره الداخلي رغم ثقل وخطورة انعكاسات وآثار الأحداث في الضفة الغربية وإسرائيل وغزة.

محاولات متكررة

وقد كثفت إيران محاولتها لاختراق الحصن الأردني في السنوات الأخيرة من خلال الحدود الشرقية والشمالية للمملكة، بتنفيذ عمليات ومحاولات اختراق للحدود الأردنية من خلال ميليشيات وعصابات تهريب المخدرات والأسلحة، وقامت بتحشيد أعداد كبيرة من ميليشياتها في العراق على الحدود الأردنية بُعيد بدء الحرب على غزة بحجّة قتال إسرائيل ودعم "حماس" عبر الدخول إلى الأردن للوصول إلى فلسطين.

كما إنها اختارت واستهدفت الأجواء الأردنية بحُجّة تنفيذ هجماتها بالمسيّرات على إسرائيل، وتجنّبت إطلاقها عبر الأجواء السورية وتحديدًا الجولان السوري، الذي يمثل الطريق الأقصر لأهدافها في إسرائيل، إضافة إلى انتشار عدد كبير من قوات وقيادات الحرس الثوري الإيراني ومخازن الأسلحة ومنصات الإطلاق في سوريا المتاخمة للحدود مع إسرائيل.

وبعد فشل جميع المحاولات الإيرانية في اختراق الداخل الأردني لزعزعة الأمن والاستقرار الذي يمكّنها من استكمال تمددها في المنطقة تحقيقًا لأطماعها وفرض نفسها كقوة إقليمية لتحسين شروط تفاوضها مع أمريكا والدول الغربية، لجأت مؤخرًا إلى إطلاق رسائل التحريض ضد استقرار وأمن الأردن على لسان المتحدث باسم "حماس".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا