محمد الرخا - دبي - الخميس 2 مايو 2024 01:14 مساءً - تتخذ احتجاجات الطلّاب بالجامعات الأمريكية منحى تصاعديا مع ارتفاع وتيرة الاعتقالات والتدخل الأمني العنيف والصدامات المتكررة، وسط مخاوف من انفلات الوضع وخروجه عن السيطرة.

وشهدت جامعة كاليفورنيا يوما عاصفا، مع انتشار مكثف للشرطة وتنفيذ عمليات توقيف جديدة لطلّاب انخرطوا في عملية التعبئة المناهضة للحرب في غزة.

وتُعد جامعة كاليفورنيا واحدة من بين أكثر الأقطاب الجامعية الأمريكية التي شهدت حراكا طلّابيا متصاعدا، منذ أكثر من أسبوعين، حيث تم توقيف عشرات الطلاب، كما حصلت صدامات مع مجموعة أخرى من المؤيدين لإسرائيل، حاولت تفكيك اعتصام الطلاب المؤيدين لغزة.

صدامات عنيفة

وأظهرت مشاهد تلفزيونية متظاهرين من الجانبيْن يشتبكون بالعصي ويحطمون حواجز معدنية.

وانتشرت عناصر مكافحة الشغب في الجامعات بشكل مكثف، وتدخّلوا بناءً على طلب إداراتها، فيما تحدث متابعون عن أن هذه المشاهد لم يسبق ان عاشتها الجامعات الأمريكية منذ حرب فيتنام.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه التحركات والتدخل الأمني الذي بلغ في أحيان كثيرة درجة العنف ينذر بانفلات الوضع والتوجه نحو منحى أشد خطورة، ما لم يتم القيام برد فعل ملموس من إدارات الجامعات لتحقيق مطالب المحتجين.

وفي جامعة تكساس، في دالاس، فكّكت الشرطة مخيما احتجاجيا، وأوقفت 17 شخصا على الأقل بتهمة "التعدي الإجرامي" وفق ما ذكرت الجامعة.

وأوقفت سلطات إنفاذ القانون عشرات الأشخاص في جامعة فوردهام في نيويورك، وأخلت مخيّما نُصب صباحا في الحرم الجامعي، بحسب مسؤولين، فيما أكدت شرطة نيويورك أن نحو 300 شخص أوقفوا في جامعتين في المدينة.

وتتصاعد موجة الاحتجاجات الطلابية منذ أكثر من أسبوعين في كبريات الجامعات الأمريكية من كاليفورنيا غربا إلى الولايات الشمالية الشرقية، مرورا بالولايات الوسطى والجنوبية مثل تكساس وأريزونا، ضد الحرب في غزة وللمطالبة بقطع إدارات هذه الجامعات صلاتها بمانحين لإسرائيل أو شركات على ارتباط بها.

وعلقت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق بقولها "يؤسفني أننا وصلنا إلى هذه النقطة"، معتبرة أن المتظاهرين يقاتلون "من أجل قضية مهمة" لكن "أعمال التدمير" الأخيرة التي أقدم عليها "طلاب وناشطون من خارج" الجامعة استدعت اللجوء إلى الشرطة، وفق تعبيرها.

تدخل "وحشي"

وتدخلت الشرطة لتفكيك خيام نصبها محتجون في جامعتي أريزونا وويسكنسن، وقال عدد من الطلاب، إن عناصر الشرطة تعاملوا معهم "بشكل وحشي وعدائي" وفق تعبيرهم.

وفي تعليقها على الأحداث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، إن السلطات تدعم حق الأمريكيين في الاحتجاج، مشيرة إلى أن "نسبة صغيرة من الطلاب تتسبب في هذا التعطيل" في حرم الجامعات؛ ما يعني اتهام عناصر من غير الطلّاب بتأجيج الوضع.

وأضافت، أن البيت الأبيض "سيواصل التنديد بخطاب الكراهية، كما يندد بمعاداة السامية"، وفق قولها، فيما لا يزال الرئيس الأمريكي جو بايدن يلزم الصمت حيال هذه التطورات.