عرب وعالم

محللون: مظاهرات الجامعات تهدد أمريكا بسيناريو "مخيف"

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الخميس 2 مايو 2024 01:14 مساءً - باتت احتجاجات الجامعات الأمريكية، مثل كرة ثلج، تكبر يومًا بعد يوم، مع دخول جامعات ومؤسسات تعليمية على خط التظاهرات رغم القمع غير المسبوق الذي تمارسه الشرطة بحق الطلاب، ويرى محللون سياسيون أن الولايات المتحدة أمام منعطف أكبر من ذلك الذي شهدته إبان حرب فيتنام، وقد يؤدي إلى مشاكل داخلية خطيرة، و"مخيفة" للرئيس جو بايدن.

وتواصلت الاحتجاجات على مدار الأيام الماضية في مختلف الجامعات، خاصة جامعة كولومبيا التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الطلابية بمدينة نيويورك.

وفي منتصف شهر أبريل/ نيسان الماضي، بدأ طلاب في جامعة كولومبيا اعتصامًا لمطالبة إدارة المؤسسة التعليمية بوقف التعاون مع إسرائيل رفضًا للحرب على غزة، وتدخلت الشرطة لقمع الفعالية؛ ما أدى إلى ازدياد الغضب واتساع المظاهرات إلى جامعات أخرى في أمريكا وأوروبا وكندا والهند.

"لعنة غزة"

وقال المحلل السياسي، عادل محمود، لـ"الخليج الان" إن "الحركة الطلابية في الجامعات ‎الأمريكية تعلن انتهاء عهد ‎السامية ورفضها، جيل جديد يطوي صفحة جيل قديم مهترئ ويرفع شعارات جديدة ".

وأضاف :"كرة ثلج تتدحرج وتكبر آخذة كل شيء بطريقها. لعنة غزة ستلاحقهم أينما كانوا".

الشرطة الأمريكية أمام خيام وضعها الطلاب للاعتصام في جامعة كولومبيارويترز

وأشار إلى أن "الحركات الطلابية على مر التاريخ تأتي لِتصنعَ تغييرًا فعليًّا مستقبليًّا"، ويعتقد أن ضبط القضية لن يكون سهلًا على الرئيس الأمريكي جو بايدن".

ووضعت الاحتجاجاتُ، بحسب محمود، "الديمقراطية الأمريكية أمام امتحان الاعتقالات الكبيرة والأسلوب الخشن من قبل الشرطة الذي عقد المشهد"، وتوقع أن "يضطر بايدن إلى العودة إلى صفوفه الدفاعية الداخلية حتى لا يدخل المنطقة الحرام على صعيد قاعدته الجماهيرية وتضرر مصالح أمريكا العليا جراء الاصطفاف المفرط مع آلة الحرب الإسرائيلية والتي خرجت عن السيطرة".

بايدن في خطر

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية، عامر ملحم، إن "الرئيس جو بايدن على وشك خسارة الانتخابات مبكرًا إن لم يتصرف بالشكل الصحيح على غرار ما حدث مع الرئيس الديمقراطي ليندون جونسون عندما خسر العودة إلى البيت الأبيض بسبب اضطرابات أشعلتها حرب فيتنام في الجامعات والشارع الأمريكي".

وكان طلاب جامعة كولومبيا التي تشهد اليوم مظاهرات رافضة لحرب غزة، يقفون في العام 1968 ضد موقف البيت الأبيض من حرب فيتنام، وأدى ذلك إلى تشكيل رأي عام ضاغط جاء على إثره الرئيس ريتشارد نيكسون، الذي أنهى التصعيد.

ولا يستبعد ملحم أن "تجبر هذه المظاهرات المؤسسات الأمريكية على تغيير موقفها من إسرائيل ولو بشكل قليل".

وأكد أن "الموقف اليوم يختلف عما كانت عليه الحال في حرب فيتنام، في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي الذي يرصد الانتهاكات التي تمارسها الشرطة ضد الطلاب السلميين".

ولفت إلى أن "شيطنة الاحتجاجات وإسقاط أوصاف عنيفة عليها، لن يقنع الشعب الأمريكي المتابع للأحداث"، وقال إن السيناريو "المخيف" لبايدن الآن هو امتداد هذه المظاهرات إلى الشارع في وقت ينشغل فيه الرئيس في التحضير للانتخابات.

أخبار ذات صلة

اعتقالات جديدة تطال طلابا في جامعات أمريكية تضامنوا مع غزة (صور)

مشاكل داخلية

في مقابل ذلك، يرى المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي، د. عامر السبايلة، أن "موقف الغرب بإسرائيل غير مرتبط بهذه الجزئية التي قد تتحول إلى مشاكل داخلية في كل دولة".

وقال السبايلة لـ"الخليج الان" إن "هذه المناخات التي ستتشكل ستستفيد منها إسرائيل، ومعاداة السامية ستعود بشكل قوي وهو أمر ستستفيد منه تل أبيب بتوسيع فكرة المشكلة وأن الأمر لا يستهدفها وحدها".

وأضاف :"بالتالي قد تتغير الأولويات بالنظر إلى هذه الملفات على أنها داخلية، قد تتخذ ضدها الحكومة مواقف متشددة تجاه كثير من القوى الفاعلة داخليًّا، وتطغى فكرة فرض الاستقرار، وعدم قبول معاداة السامية سيعود بشكل قوي إلى الخطابات السياسية والإجراءات".

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا