عرب وعالم

بعد هجوم رفح.. ما مصير اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 9 مايو 2024 11:21 مساءً - يأخذ الحديث عن مصير اتفاقيتي السلام المصرية الإسرائيلية (كامب ديفيد 1979)، والأردنية الإسرائيلية (وادي عربة 1994)، حيزاً واسعاً في حديث النخب السياسية في القاهرة وعمّان.

يأتي ذلك، بعد القطيعة بين عمّان وتل أبيب والتي تزامنت مع أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، وحديث عن غضب مصري من العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، وتلويح القاهرة بجاهزيتها للتعامل مع أي سيناريوهات.

وفي آخر تطورات المواقف المتعلقة بآثار الحرب على مستقبل عملية السلام في المنطقة، قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة في تصريحات من القاهرة أثناء لقائه بنظيره المصري مصطفى مدبولي، إن "عمّان والقاهرة تتشاركان المواقف في رفض أي ظروف من شأنها أن تؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية".

وقال الخصاونة الخميس في بيان صحفي أردني مصري مشترك: "من شأن تلك الإجراءات أن تؤدي إلى الإضرار بالقضية الفلسطينية وتصفيتها وتشكل خرقاً لمعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، ونحن بدورنا سوف نتصدى له بالكامل ولن نسمح بحدوثه".

بدوره، أكد رئيس الوزراء المصري أن "موقف مصر ثابت بالرفض الكامل للتهجير القسري للأشقاء في فلسطين، وبالأخص من قطاع غزة، ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية، سواء على حساب مصر أو على حساب الأردن".

والأربعاء قال أوفير جنلدمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن إسرائيل تعي الحساسية المتعلقة بإجراء عملية عسكرية قرب الحدود المصرية، مؤكدا أن "هذه العملية لا تخالف إطلاقا معاهدة السلام المبرمة بين الجانبين".

أخبار ذات صلة

مسؤول إسرائيلي: محادثات القاهرة انتهت وسنمضي إلى رفح

مستقبل السلام

وفي قراءة لآراء النخب السياسية في الأردن ومصر لمستقبل عملية السلام مع إسرائيل، يقول عضو البرلمان الأردني خالد أبو حسان إن "إسرائيل بعملياتها العسكرية الإجرامية في غزة وما تقوم به اليوم في رفح، توجه رسالة واضحة بأنها لم تعد شريكاً موثوقاً في عملية السلام، بل طرف تأزيم في المنطقة بأكملها".

وأضاف أبو حسان لـ "الخليج الان"، أن "على الدول الفاعلة والمؤثرة في صناعة القرار الدولي أن تتخذ خطوات فاعلة للجم إسرائيل إزاء ما ترتكبه من إجرام بحق الشعب الفلسطيني".

بدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية أيمن البراسنة، إن "مستقبل عملية السلام الأردنية الإسرائيلية مرتبط بما يجري في غزة والضفة الغربية".

وأضاف البراسنة لـ الخليج الان: "إذا ما أردنا الحديث بتفاؤل عن مستقبل تلك العلاقة فإن على إسرائيل الالتزام ببنود معاهدة السلام والكف عن الإجراءات الأحادية التي تقوض عملية السلام".

واعتبر أن "الحرب على غزة تشكل تحدياً حقيقياً لمستقبل عملية السلام، بالتزامن مع الحديث عن نوايا إسرائيل بتهجير سكان غزة لسيناء، ومن ثم خطورة تصدير الأزمة للضفة الغربية وبالتالي محاولات تهجير الفلسطينيين إلى الأردن".

من ناحيته، قال الكاتب والعضو المؤسس في حزب الكرامة المصري سيد صابر، إن "فكرة السلام البارد التي كانت موجودة في مصر شعبيا لم يعد لها أثر اليوم بعد أحداث غزة، فهذا الكيان لا يعرف معنى السلام".

وأضاف صابر لـ "الخليج الان"، أن "ما حدث في غزة برهن أن الصهيونية فكرة عنصرية إرهابية قائمة على العنف والاستبداد والقهر، وعليه ليس هناك أمل للسلام بين الشعوب سواء في الأردن ومصر مع هذا الكيان، ولن يكون هناك سلام لا بارد ولا دافئ".

من جهته، قال العضو المؤسس في حزب تيار الأمل المصري حسام حبلص، إن "اتفاقية كامب ديفيد لم تنجح في اختراق الحاجز النفسي الموجود لدى الشعب المصري الذي ينظر لإسرائيل بوصفها كيانا سرطانيا في أرض فلسطين ويجب استئصاله".

وأضاف حبلص لـ "الخليج الان"، أن "الشعب يرفض وجود الكيان تماماً وحدودنا مع دولة فلسطين حتى وإن كانت غير معترف بها دولياً".

أخبار ذات صلة

الأردن: حان الوقت ليواجه نتنياهو العواقب

تاريخ السلام

وبالحديث عن التسلسل الزمني لاتفاقيات السلام العربية مع إسرائيل، فقد كانت مصر أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1979، عرفت باسم اتفاقية "كامب ديفيد"، ووقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيغن برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في البيت الأبيض.

ومنذ ذلك الحين، توصف عملية السلام بينهما بـ"الباردة"، ولم تسفر عن أي عمليات تطبيع شعبية أو ثقافية، وبالحد الأدنى جرت شراكة اقتصادية برعاية الولايات المتحدة.

وبعدها وقعت إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية "اتفاقية أوسلو" عام 1993 والتي جرت برعاية الرئيس الأمريكي بل كلنتون في حديقة البيت الأبيض ووقعها وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك شيمعون بيريز، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والتي تنص على إنهاء عقود من المواجهة والنزاع، والاعتراف بحقوقهما المشروعة والسياسية المتبادلة، إلّا أن الاتفاقية أجهضتها إسرائيل، ووصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتزامن مع أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول بأنها "كارثة وخطأ فادح".

ثم وقع الأردن اتفاقية سلام مع إسرائيل عرفت باسم اتفاقية "وادي عربة" ووقعت عام 1994، برعاية الرئيس الأمريكي بل كلنتون، إلا أن الاتفاقية كذلك لم تسهم في تحقيق أي اختراق تطبيعي.

وعلى العكس تماماً، شهدت العلاقات محطات من التوتر طيلة سنوات المعاهدة، جراء اقتحامات إسرائيل المتكررة للمسجد الأقصى، الذي يقع تحت الوصاية الهاشمية على المقدسات.

وزاد من توتر العلاقة بين الأردن وإسرائيل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول؛ ما دفع عمّان لسحب سفيرها من تل أبيب وعدم السماح بعودة سفير إسرائيل للأردن حتى الآن.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا