أخبار محلية

عدن تلامس التعافي بعد 9 أعوام على التحرير

محمد الرخا - دبي - الأحد 7 أبريل 2024 11:22 صباحاً - رغم الاحتفالات الشعبية، التي شهدتها العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مساء السبت، ابتهاجًا بذكرى انتصارها التاسعة على ميليشيا الحوثي، فإن جروح الحرب، لا تزال غائرة في جسد المدينة الصامدة في وجه المعاناة الإنسانية المستمرة.

مثّل تحرير عدن في العام 2015، عبر عملية "السهم الذهبي" العسكرية المدعومة من قوات التحالف العربي، نقطة تحوّل في مسار الحرب اليمنية ضد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، نظرًا لأهمية المدينة الجيوسياسية والإستراتيجية التي أصبحت مفتاحًا لتحرير بقية المناطق المجاورة، على طريق إحباط مشروع إيران التوسعي في المنطقة.

حدث غير عادي

يقول القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، إن "تحرير عدن لم يكن حدثًا عاديًّا، "بل كان يومًا تاريخيًّا بكل ما للكلمة من معنى؛ إذ أزاحت فيه كابوسًا مرعبًا جثم على صدرها لنحو خمسة أشهر أذاقت فيه قطعان الميليشيا الحوثية ومن ساندها، أهالي المدينة الويلات ونشرت فيها الموت والرعب والدمار الذي طال كل شيء، وما زالت شواهده ماثلة للعيان حتى اللحظة".

وذكر صالح في حديثه لـ"الخليج 365"، إن إحياء ذكرى الانتصار والاحتفاء بها سنويًّا في عدن، يبعث رسائل الاعتزاز والافتخار بحجم التضحيات التي قدمتها المدينة، وما أظهرته من قوة وعزيمة ومقاومة وثبات على الهدف الذي استبسل وضحّى في سبيله خيرة الشباب والقادة، "وهي كذلك رسالة تؤكد حالة التعافي التي يعيشها المجتمع الجنوبي والتفافه خلف قيادته في سبيل تحقيق أهدافه وتطلعاته المشروعة".

وأكد أن عدن تذكّر العالم "بأنها ستظل كما كانت عبر التاريخ، قلعة مقاومة وصمود، لا تقبل الذل ولا الخنوع لغازٍ أو محتل، وهي حقيقة ينبغي أن يدركها الطامعون والغزاة والحالمون بإذلال عدن أو استعبادها".

ألق مفقود

ومع مرور قرابة العقد على انتصارها، ما زالت المدينة الجميلة تتلمس طريق التعافي المتكامل بخطى متثاقلة، في ظل تعدد المنغصات واتساع رقعة المعاناة على مختلف المستويات، وسط استمرار التعقيدات اليمنية التي تدخل عامها العاشر، حتى في ظل هدوء أصوات المدافع.

ويرى وكيل وزارة الإعلام لدى الحكومة اليمنية، أسامة الشرمي، أن عدن اليوم تمارس دورها الريادي على المستوى الوطني، رغم الأزمات والإشكاليات السياسية والحروب والمشاكل الأمنية.

وقال في حديث لـ"الخليج 365"، إن هناك متطلبات أخرى لتغدو عدن واحة ثقافية واقتصادية وسياسية وواجهة سياحية، أولها هو انتهاء الانقلاب وحالة الحرب التي تعيشها البلد، وإعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل يخدم هذا التوجّه، وبما يعيد للمدينة ألقاها وبريقها المفقود منذ ما قبل الحرب ضد مليشيا الحوثي.

وأشار الشرمي، إلى أن عدن يجب أن تلعب دورًا كبيرًا، "وهذا لن يأتي إلا من خلال مؤسسات تعي خصوصيتها الاقتصادية والتجارية والسياسية الهامة، وأنها مدينة الميناء والبحر ونقطة التقاء العالم القديم".

استهداف منهجي

من جهته، يرى المحلل السياسي، صلاح السقلدي، أن عدن لا تزال بحاجة للكثير والكثير من الجهد والعمل من الجميع في مختلف المجالات، "فبرغم تخلصها من هيمنة قوى الظلم والتسلط والاستعمار قبل تسع سنوات، فإنها لا تزال تراوح مكانها من العناء والفاقة، والحاجة لتوفير الخدمات وبالذات الكهرباء والماء والصحة والتعليم".

وقال لـ"الخليج 365"، إن الحالة المعيشية في عدن حالها كسائر محافظات الجنوب، "لا تزال صعبة في ظل فوضى مالية ورقابية وانسداد أفق التسوية، واستمرار الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له عدن، من قبل قوى حزبية وسياسية، لإخضاعها وتمرير أجندتها التي تستهدف الجنوب برمّته، لكنها رغم ذلك تبقى صامدة كعادتها".

وأشار السقلدي، إلى الجهود المبذولة في المجال الخدمي، "وتحديدًا في خدمة الكهرباء، بإمكانيات محلية ودعم إماراتي نلمسه بوضوح، وبالذات في الطاقة النظيفة التي خففت كثيرًا من معاناة الناس، لكن الحاجة تبقى قائمة، في ظل اقتصاد غائب وموارد مهدورة وثروات نفطية وغازية ممنوعة من التصدير".

وأضاف أن هناك تحسنًا تجدر الإشارة إليه في الجانب الأمني بعدن، قياسًا بالسنوات السابقة، "ولكن في المحافظات المجاورة هناك من يعبث بالأمن ويمول الجماعات المتطرفة القادمة معظمها من خارج الجنوب".

مختتمًا حديثه بالتأكيد على أهمية التكاتف وتوحيد الجهود "للتصدي لهذه الجماعات وفكرها المدمر بكل السبل، ولا يقتصر ذلك على البندقية وحسب بل كذلك بمواجهة الفكر بالفكر، وتعزيز القوات الأمنية ودُور العبادة والمدارس والإعلام ومنظمات المجتمع المدني التوعوية وغيرها، بهدف تجفيف منابع العنف والتطرف في معاقلها، وهو ما يجعل عدن آمنة".

قد تقرأ أيضا