الارشيف / عرب وعالم

الانقسام بين الغامدي والكلباني حول صيام يوم عرفة يمتد لدعاة وسعوديين كثر

محمد الرخا - دبي - السبت 9 يوليو 2022 04:00 صباحاً - تسبب خلاف بين رجلي دين سعوديين بارزين، حول صيام يوم عرفة، في انقسام نادر بين كثير من السعوديين حول صحة صيام ذلك اليوم من عدمه بعد أن ظل رجال الدين المعروفين في المملكة يتبنون لعقود تفسيرات شرعية متشابهة لحدٍ كبير في العلن.

وأثيرت القضية قبل أيام على موقع تويتر، حيث يستخدم ملايين السعوديين الموقع لنقاشاتهم الجادة، عندما أعاد الشيخ أحمد الغامدي، وهو مسؤول سابق في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التذكير بتبنيه تفسيرات دينية لا تدعو المسلمين لصيام يوم عرفة.

وبالتزامن مع موقف الغامدي، دعا الشيخ عادل الكلباني، وهو إمام سابق للحرم المكي، لصيام يوم عرفة، قائلاً في تغريدة على تويتر أيضاً ”صيام يوم عرفة ثابت في الصحيحين وغيرهما فلا تستمع لقطاع طرق الخير وعليك بالجادة“.

وبدا أن رجلي الدين الذين يحظيان بمتابعة كبيرة من قبل السعوديين في أكثر مواقع التواصل الاجتماعي نشاطاً في المملكة، في خلاف حول تلك القضية الدينية، قبل أن يمتد ذلك الخلاف ليشمل دعاة آخرين ومن ثم يشمل كثيرا من السعوديين.

ففي نقاش بالصوت فيما يُعرف بالمساحات الصوتية، شارك أكثر من 17 ألف شخص للاستماع إلى الغامدي مساء الخميس، خلال حواره حول القضية ذاتها، مع داعية آخر هو علي عيد العطوي، وهو خطيب وباحث في مرحلة الدكتوراه في السنة النبوبة.

وبدا واضحاً أن لكل من الغامدي والعطوي مؤيدين اقتنعوا بالأدلة الفقهية التي قدمها كل منهما حول صحة صيام عرفة من عدمه، بينما ظل كل منهما غير مقتنع برآي الآخر.

وقاد ذلك الحوار الصوتي بدوره لمزيد من النقاش حول القضية ذاتها بين مدونين سعوديين جدد، شارك الغامدي في بعضها بينما غاب العطوي والكلباني عنها.

لكن الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين، وهي مؤسسة دينية رسمية، بدت مؤيدة للتفسيرات الدينية التي تدعو لصيام يوم عرفة، إذا نشرت على حسابها في تويتر، قبيل يوم الصيام، أدلة شرعية تدعم تلك التفسيرات.

وقال ناصر الكبيبي، وهو مؤلف وباحث سعودي، اطلع على النقاش الواسع حول صيام يوم عرفة، ”أعانك الله د. #أحمد_الغامدي مجرد أن نقلت رأيك في حديث صيام #يوم_عرفه رأيت عجبا من جهال العوام وهياكل كهنوت التقليد.. لله صبرك شيخنا الكريم.. ولله احتسابك في اقتفاء طريق المرسلين وجادة الحق المبين“.

وانقضى يوم الجمعة الذي صادف يوم عرفة بانقسام معتاد كل عام حول صيامه، لكن ذلك الانقسام بدا أكبر بين السعوديين حول القضية أكثر من قبل بعد الخلاف العلني بين رجال دين معروفين.

ومع انتشار تفسيرات تدعو لصيام يوم عرفة في السعودية لعقود، بدا الشيخ الغامدي في موقف الدفاع عن رأيه أمام مستغربين كثر لم يتردد بعضهم في الإساءة إليه، بينما رد هو في تصريح خاص لـ ”الخليج 365“ قال فيه إن الانتقادات التي طالته بعد تأكيده ”ضعف حديث صيام يوم عرفة“، هي ”ضريبة ترك الناس في أيدي المؤدلجين“، وفقا لتعبيره.

وأضاف الغامدي ”من الواجب الآن إجراء تصحيح فكري ومنهجي للناس ليتبين لهم الخطأ من الصواب في المسائل الدينية، وتصحيح الأخطاء السلوكية التي تُبنى على هذه الأحاديث، ونفي نسبتها للرسول وهذا واجب على العلماء“.

ورغم حملات التجييش التي يتعرض لها الغامدي باستمرار نظير آرائه وأطروحاته الشرعية، قال: ”أنا صامد وأبتغي ما عند الله سبحانه وتعالى لأن هذا المجتمع أمانة وواجبنا توضيح الحق لهم، وعلينا أن لا نضجر.. هذه ضريبة ترك الناس في أيدي المؤدلجين“.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا