الارشيف / عرب وعالم

هل تجهض الخلافات بين "الوطني الحر" والقوات اللبنانية "وثيقة بكركي"؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 19 أبريل 2024 06:03 صباحاً - كبرت الهوّة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بعدما وصلت الخلافات إلى ذروتها على خلفية التمديد للمجالس البلدية.

وكان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع دعا التيار إلى ملاقاته في عدم حضور الجلسة التشريعية للتمديد للمجالس البلدية والاختيارية، الأمر الذي ردّ عليه التيار باستباق الجلسة العامة بعزمه اللقاء مع وزير الداخلية كي يخرج منه بالتفاصيل على مدى جهوزية الوزارة لإجراء الانتخابات قبل اتخاذ قراره النهائي. 

وأفصحت مصادر مطلعة لـ"الخليج 365" أن اتجاه التيار الوطني الحر هو لتأمين النصاب للجلسة العامة، حتى لو لم يتخذ القرار بالتصويت لمصلحة التمديد للمجالس البلدية.

وتنعكس الخلافات المتنامية بين الفريقين المسيحيين على مبادرة البطريركية المارونية التي جمعت الأحزاب والقوى والشخصيات المسيحية لمقاربة الموضوعات الأساسية والوجودية، وتهدد بإجهاض الوثيقة الوطنية المفترض أن تصدر عن بكركي.

وفي هذا السياق، قال رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية إن "وثيقة بكركي ترتكز على مبدأ أساسي جوهره إعادة الاعتبار لدور الدولة واحترام الدستور والالتزام به واحترام الاستحقاقات الدستورية".

أخبار ذات صلة

حياد لبنان وحصرية السلاح.. تحديات صعبة أمام "وثيقة بكركي"

جدوى الاستمرار بالوثيقة

وأضاف رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حديثه لـ"الخليج 365": "هذا ينتج تقاطعا حول ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وعدم التذرع بحوار ملزم يكرس أعرافا جديدة بعيدا عن الدستور".

وتابع: "عندما يعمل التيار الوطني الحر على إعداد وثيقة يقوم جوهرها على ما ذكرناه، ويذهب إلى التمديد للبلديات بما يتناقض مع الدستور ومع الاستحقاقات الواجب حصولها في مواعيدها الدستورية، وبما يتناقض مع روحية هذه الوثيقة وأهدافها، يُطرح السؤال بجدية عن جدوى الاستمرار بهذه الوثيقة وقد تمت مخالفة روحية وبنود هذه الوثيقة عند أول استحقاق".

من جانبه، أكد نائب التيار الوطني الحر ناجي حايك أن "التيار جاهز ويريد إجراء الانتخابات البلدية في موعدها".

وفي تصريح لـ"الخليج 365" أكد حايك أن "رفض التمديد للمجالس البلدية سيكون في حال أكد لنا وزير الداخلية الجهوزية التقنية لإجرائها" مستطرداً: "أما إذا قال لنا الوزير إن لا إمكانية لإجرائها، فنحن لن نسمح حينها بسقوط الدولة اللامركزية المتمثلة بالمجالس البلدية والاختيارية".

وتساءل حايك "ما هو البديل في هذه الحالة، فإذا لم نمدد سيصبح هنالك فراغ وتسقط لامركزية الدولة، الأمر الذي لن نقبل به".

وردا على سؤال عن رأي القوات بأن التمديد للبلديات يناقض الدستور، أجاب "طالما هو كذلك، فلماذا مددت القوات لقائد الجيش جوزف عون؟".

وختم حايك "نحن نؤيد وثيقة بكركي قلبا وقالبا" مستبعدا أن "يشكل التباين مع القوات اللبنانية في مقاربة مسألة الانتخابات البلدية سببا للإطاحة بوثيقة بكركي".

وثيقة بكركي لن يكون لها مفعول

بدوره، اعتبر رئيس تحرير أخبار تلفزيون لبنان الإعلامي جلال عساف أن "وثيقة بكركي لن يكون لها أي مفعول".

وعلق عساف في تصريحه لـ"الخليج 365" بالقول "سواء صدرت وثيقة بكركي أم أجهضت، ومهما كان مضمونها على المستوى المسيحي أو الوطني، فلن تكون ذات جدوى على أي من المستويين نظرا لأن النوايا غير المعلنة لدى الفرقاء المسيحيين تجاه بعضهم البعض غير صافية".

وفي السياق عينه، أكد نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام الصحافي إبراهيم عوض أن "وثيقة بكركي قد أجهضت من قبل الذين شاركوا في إعدادها حين قال رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إنها "طبخة بحص ولا فائدة منها".

وأشار عوض في معرض حديثه لـ"الخليج 365" أن "موضوع الانتخابات البلدية لن يقدم أو يؤخر في الخلاف والتباين الكبير الحاصل بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الذي وصل إلى حد تبادل الاتهامات من العيار الثقيل".

وعبر عوض عن ظنه بأن "مسار الخلاف بين الطرفين إلى تصاعد، ولا توجد جهود لرأب الصدع وتهدئة الأجواء بينهما"، معتبرا أن "وثيقة بكركي انتهت قبل أن تبصر النور".

قد تقرأ أيضا